قامَ الحزينُ يُصلِّي،
حينما ولَّى
نورُ السلامِ - فلم يلقَ
لهُ ظِلَّا
ما قالَ للنورِ أين الآن
رحلتُهُ
بل قالَ لليلِ لا
تُكثِرْ هُنا غِلَّا
الضربُ في المَيْتِ لا
يعني لهُ ألمٌ
بل الكرامةُ أَوْلى ..
إنها أغلى
ألقى عصاهُ ببحرِ الليلِ
فانفلقت
آلافُ آلافِ أوجاعٍ -
فما أبلى ؟
ما كان يقنطُ بل للهِ
مبتهلٌ
صلَّى ولكِنْ كأنَّ
اليومَ ما صلَّى
يُريدُ أجزلَ من تلكَ
الصلاةِ لكي
يرى رسالةَ بُشرى ربِّهِ
الأعلى
يسائلُ الحزنَ ،مذبوحًا
بظلمتهِ :
أيُّ الجروحِ بقلبي
طعمها أحلا ؟
يُجاوبُ الحزنُ : ذاك
الجُرح تعرفهُ
ذاك الذي في كتابِ
الصمتِ لا يُتلى
**
إن سار َفي الحيِّ كلُّ
الناسِ تعرفهُ
وإن دَعوهُ : فلا أهلًا
.. ولا سهلا
إن سَائلوه : ألستَ
اليومَ تعرفنا ؟
يُجيبُ من بينِ أنقاضِ
الأسى : كلَّا
**
هذا هو الشاعر المنفيُّ
منسلخٌ
عن الحياةِ ومن أعماقهِ
ملَّا
مِنْ ليسَ إلا - أتاهُ
الموتُ مرتديًا
ثوبَ الحياةِ .. وهذي موتةٌ
إلَّا..
ما ضَلَّ من فتنةِ
الدنيا ولذَّتها
بل ضَلَّ من كَسْرةٍ -
في قعرها ظَلَّا
يا أيها الشاعرُ
المخلوقُ من كَلَفٍ
كفاكَ حزنَك إنَّ الحزنَ
قد جلَّا
أراكَ تبحثُ فيكَ الآنَ
عنكَ - ألَا
تراهُ أوجدَ في الماضي
لهُ حِلَّا
!
أنتَ انتهيتَ، وما هذا
سوى شبحٍ
يعيشُ فيك دليلًا
واضحًا دلَّا
..
أنت انتهيتَ، وما هذا
سوى شبحٍ
يعيشُ فيك دليلًا واضحًا
دلَّا ..
ينسلُّ منكَ غريبًا
قاهرًا شرَرًا
هل أنتَ سلَّيتَ؟ أم هذا
الذي سلَّا ؟
أبْقاكَ فزَّاعةً في
حقلِ أوجاعٍ
من السوادِ - لتحمي
سُنبلًا ذَلَّا
تحياكَ روحكَ لعناتٍ
مغلَّظةً
أنت العزيزُ الذي مازلَّ
..ما زلَّ
ذكراكَ في الليلِ تأتي
مثلَ سارقةٍ
تريدُ طفلكَ هذا القلبُ
إذ عَلَّ
بُكاكَ كالفقرِ بين
الناسِ يدفعهم
نحو الهوانِ إذا ما زادَ
ما قلَّا
علَّاكَ صبرُكَ حتى صِرت
مرتفعًا
تعليقات
إرسال تعليق