أراكِ حدودَ بلدتِنا
أراكِ حبيبتي وطنا
كأنِّي رافعٌ علمًا
على أطرافِ عزتِنا
فما أنتِ وما نفسي ؟
إذا أنتِ أراكِ أنا
وما الدنيا بغيرِ لقاكِ
عنها إن حُجِبتِ غِنى
أعيشُ بها بلا هدفٍ
لأني لستُ مُتزنا
لذلك فيكِ تعتدلُ
الحياةُ ومن بها أمِنا
أتيتكِ مُفرِطًا حتى
سكنَّا بعضنا بدَنا
فلا شيءٌ يفُكُّ الماءَ
عن ماءٍ ليفصلَنا
يحبُّ الطينُ هذا الطينَ
حيثُ الطينُ جمَّعُنا
وما من آدمٍ إلا
رأى من طينهِ سُنَنَا
ومنها يبتدي شَغِفٌ
إلى حوائِهِ سَكَنَا
نُمَدُّ بجوفِ خلوتِنا
كأوتارٍ ليعزفنا
طويلُ الليلِ إنَّ الليلَ
لا يطفي مَعَزفَنا
كنارٍ نحنُ نأكُلُ
بعضنا لتهيجَ جمرتُنا
نعيدُ النارَ من نارٍ
فلا شيءٌ سيطفؤنا
تجافينا رمادتُنا
فلا نُلقي لها ثمَنا
ونرقصُ فوقَ خيطِ
الفجرِ حتى لا يعاتِبَنا
تعالي وأرقصى حتى
يعودُ إليَّ ما لُعِنا
دعي الخلخالَ يشهدُ
أنَّ عبدَ اللهِ ما حَزِنا
تمادي فوقَ أنقاضٍ
فيكفي منهُ ما دُفِنا
ومُدِّي عندَ صبحِ الأرضِ
شيئًا منكِ يُلبسُنا
إلى أن يهتدي بعضُ
الصباحِ إلى مناسكِنا
يجيءُ كأنَّ نورَ فتيلةٍ
بين القرى ذُعِنا
خجولٌ منكِ ياصبحًا
بدا منكِ الصباحُ لنا
يسائلني يقول لمَ
سهوتَ الشعرَ شاعرنا ؟
أيأتي الصبحُ دونَ
قصيدةٍ تُتلى لمشرقِنا ؟
أجيبُ - وفي لقاءِ
جميلتي لا شعرَ ينصِفُنا
إذا حضرت يغيبُ الشعرُ
من ولهٍ يمزقنا
وإن غابتْ يجيءُ
الشعرُ أفواجًا تؤرقنا
فكيفَ سنكتبُ الأشعارَ ؟
إن حارتْ قصائُدُنا
إذا طلع الشعاعُ
رأيتهُ من وجهها علنا
فأطرق فيهِ رحالًا
أسجُّ بعينها مُدُنا
كما لو كنتُ مجنونًا
يهيمُ ولا يَرى زَمَنا
فإن طالَ الخيالُ تقولُ :
هل أنهيتَ رحلتنا ؟
-أشيرُ إلى اتساعِ عُيُونها
إني سُجنتُ هنا
دعي هذا السجينَ ،يرى
بظلمِ السجنِ مؤتمَنا
فكيفَ سيخرجُ المسجونُ
حينَ يُحبُّ من سَجَنَا ؟
تعليقات
إرسال تعليق