أقبلتُ بين الناسِ غيرَ
مُخَاطِبِ
قسرًا نُبذتُ عنِ
الجميعِ كناصبِ
حطَّمْتِ رُكنيَ - كانَ
حولي مَجْمَعًا
والآنَ ماضٍ منكِ مُفْنٍ
حاط بي
والله ما أقبلتُ يومًا
مرقدي
إلا حسَبتُ خسائري
ومكاسبي
والله ما سافرتُ يومًا
وجهةً
إلا ذكرتُ مواجعي
ومطالبي
والشمسُ ما غابتْ وما
طلعتْ بلا
ذكراكِ يا من كنتِ كلَّ مآربي
ألقى عبادَ اللهِ
مبتسمينَ لي
وأنا أجرُّ ببسمتينِ مصائبي
في الحفلِ مبتعدٌ هناكَ
منمَّقٌ
وأخذتُ حلميَ كي يكون
مصاحبي
مدُّوا لحُلميَ قهوةً
عربيةً
فالحلمُ هذا كالقبائلِ جانبي
لو يعلمونَ مقامهُ
لتسابقوا
نحوي إليهِ مُقدِّرينَ
مَتاعِبي
وصَدَفتُ
صحبيَ كان منهمْ سائلٌ
ما بالُ عينِكَ أصبحتْ
كمَشَاربِ
فأجيبُ في نفسي عليهِ
بحرقةٍ-
لو كنتَ تدري ما سألتَ
كعاتبِ
عيني كوِرْدٍ والهمومُ
رواحلٌ
نَاخَت بعيني نَوْخَ
لهفةِ شاربِ
أنا لستُ ناقفَ حنظلٍ في
حيِّنا
أنا ناقفٌ قلبي - أتُدرِكُ صاحبي ؟
ما مرَّني صَحْبي
يَقولونَ اصطبر
بل كنتُ نارًا والصِحابُ
كحاطبِ
ها أنتِ أذكركِ بكلِّ
مُسائلٍ
عنِّي سؤالًا مثلَ لسعِ
عقاربِ
أخشى السؤالَ لأن رأسيَ
شامخٌ
فإذا سُئلتُ أُجيبهمْ
كالخائبِ
أرديتِ يا من تملكينَ
عواطفي
نفسي على يأسٍ
يرضُّ ترائبي
في عرضِ بحرِ الهمِّ هذا
جاهدٌ
ومجدِّفٌ - فلما خَرَقْتِ قاربي ؟
حاربتُ هذا البعدَ وحديَ
صامدًا
ماكنتِ مثليَ للبقاءِ
تُحاربي
أسعى إليكِ كأنَّكِ
طَرَفُ الصفا
ورضاكِ مروةَ من بسعيٍ
راغبِ
أنتِ التي أحبَبْتها
أسميتها
أهلي وإن غِبتي دعوتكِ
يا أبي
ما أعظمَ الحزنَ الذي
أحيا بهِ
ماذا أقولُ وأنتِ جُّلُ
أقاربي ؟
لا المالُ في كفِّي ولا
قومي معي
لا أنتِ - والدنيا
تُضِلُّ ركائبي
سَفَكَ الوفاءُ وريدَ
بُعديَ حينما
جائتْ تُراودُ بالرحيلِ
حقائبي
ووقفتُ وحديَ لا يداكِ
تشدُّني
بَقِيَتْ يدايَ لوحدها
بنوائبي
صدري كدارٍ أهلهُ رحلوا
فلا
شيءٌ بهِ إلا بيوتُ
عناكبِ
ألميْ يَطوفُ - أنا
كَكَعبتهِ فلا
يومٌ يمرُّ بلا طَوافٍ
عاكبِ
ينسابُ من عَينيَّ قهرًا
غاسقًا
دمعٌ على وجهي يبلِّلُ شاربي
ما زادَ عمرُ الهمِّ إلا
شبَّ ذا
صَلَفٍ وأخشى أن يطولَ
مَنَاكبي.
تعليقات
إرسال تعليق