التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أقبلتُ بين الناسِ غيرَ مُخَاطِبِ





أقبلتُ بين الناسِ غيرَ مُخَاطِبِ

قسرًا نُبذتُ عنِ الجميعِ كناصبِ

 

حطَّمْتِ رُكنيَ - كانَ حولي مَجْمَعًا

والآنَ ماضٍ منكِ مُفْنٍ حاط بي

 

والله ما أقبلتُ يومًا مرقدي 

إلا حسَبتُ خسائري ومكاسبي 

 

والله ما سافرتُ يومًا وجهةً

إلا ذكرتُ مواجعي ومطالبي

 

والشمسُ ما غابتْ وما طلعتْ بلا

ذكراكِ يا من كنتِ كلَّ مآربي  

ألقى عبادَ اللهِ مبتسمينَ لي 

وأنا أجرُّ ببسمتينِ مصائبي  

في الحفلِ مبتعدٌ هناكَ منمَّقٌ

وأخذتُ حلميَ كي يكون مصاحبي

 

مدُّوا لحُلميَ قهوةً عربيةً 

فالحلمُ هذا كالقبائلِ جانبي  

لو يعلمونَ مقامهُ لتسابقوا

نحوي إليهِ مُقدِّرينَ مَتاعِبي

  

وصَدَفتُ صحبيَ كان منهمْ سائلٌ

ما بالُ عينِكَ أصبحتْ كمَشَاربِ

 

فأجيبُ في نفسي عليهِ بحرقةٍ-

لو كنتَ تدري ما سألتَ كعاتبِ

 

عيني كوِرْدٍ والهمومُ رواحلٌ

نَاخَت بعيني نَوْخَ لهفةِ شاربِ

 

أنا لستُ ناقفَ حنظلٍ في حيِّنا

أنا ناقفٌ قلبي - أتُدرِكُ صاحبي ؟  

ما مرَّني صَحْبي يَقولونَ اصطبر

بل كنتُ نارًا والصِحابُ كحاطبِ

 

ها أنتِ أذكركِ بكلِّ مُسائلٍ

عنِّي سؤالًا مثلَ لسعِ عقاربِ

 

أخشى السؤالَ لأن رأسيَ شامخٌ

فإذا سُئلتُ أُجيبهمْ كالخائبِ

 

أرديتِ يا من تملكينَ عواطفي

نفسي على يأسٍ  يرضُّ ترائبي

 

في عرضِ بحرِ الهمِّ هذا جاهدٌ

ومجدِّفٌ - فلما خَرَقْتِ قاربي ؟  

حاربتُ هذا البعدَ وحديَ صامدًا

ماكنتِ مثليَ للبقاءِ تُحاربي

 

أسعى إليكِ كأنَّكِ طَرَفُ الصفا

ورضاكِ مروةَ من بسعيٍ راغبِ

 

أنتِ التي أحبَبْتها أسميتها

أهلي وإن غِبتي دعوتكِ يا أبي

 

ما أعظمَ الحزنَ الذي أحيا بهِ

ماذا أقولُ وأنتِ جُّلُ أقاربي ؟

 

لا المالُ في كفِّي ولا قومي معي 

لا أنتِ - والدنيا تُضِلُّ ركائبي

 

سَفَكَ الوفاءُ وريدَ بُعديَ حينما

جائتْ تُراودُ بالرحيلِ حقائبي

 

ووقفتُ وحديَ لا يداكِ تشدُّني

بَقِيَتْ يدايَ لوحدها بنوائبي

 

صدري كدارٍ أهلهُ رحلوا فلا

شيءٌ بهِ إلا بيوتُ عناكبِ

 

ألميْ يَطوفُ - أنا كَكَعبتهِ فلا

يومٌ يمرُّ بلا طَوافٍ عاكبِ

 

ينسابُ من عَينيَّ قهرًا غاسقًا

دمعٌ على وجهي يبلِّلُ شاربي  

ما زادَ عمرُ الهمِّ إلا شبَّ ذا

صَلَفٍ وأخشى أن يطولَ مَنَاكبي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أرِح جبينكَ ظلَّ الحِجرَ متَّسعَكْ

أرِح جبينكَ ظلَّ الحِجرَ متَّسعَكْ أسرف بكاءكَ حتى لا يعودَ معَكْ   دع كلَّ أوجاعِكَ الأخرى معي فأنا أخيطُها لك حتى لا ترى هَلعَك   يكفي انتثارًا، فكن في الحضنِ مجتَمِعًا كن فيهِ جمعًا فكم قواكَ..كم جمعَك ؟   خذ ما تشاء فحضني كلُّهُ بلدٌ وأنت حلٌ بهِ، فاذرفْ هنا طَمعَك     أيقظتَ حزنَك من عمقِ السباتِ فلا تمدَّ صوتك إن الحزنَ قد سمعَك     رمِّم زواياكَ كن ماضيكَ، يحزنني أنِّي أرى كل هذا الثِقلَ قد صدعَك   أتممتَ حبَّك لي والآن تخْتِمهُ بالحب، حتى إلى عليائهِ رفعَك ..   أحببتني حبَّ كلِّ الناسِ أجمعِهِم حتى تيقَّنتُ أني صرتُ مجتمعَك     ينتابكَ الخوفُ خذ كفيَّ مؤتمنًا وضع جبينك حتى أحتوي فزعك     هذا البكاءُ الذي تروي بهِ سكنك عن ابتساماتك الأولى لقد قمعك   خذ قدر ما تستطيعُ الآن،أنت معي واحشد فؤادكَ منِّي قدر ما ضلعك   ماكنتُ إلا سلامًا فيكَ خالصةً والأن خوفك في الأوجاعِ قد وضعك   مانِمتَ يومًا وفي عينيكَ من خطئي شي...

خذيني صلاةً إن تداعت مخاوفي

خذيني صلاةً إن تداعت مخاوفي خشوعَ مصلٍّ جاءَ في ثوبِ خائفِ     خذيني وضوءًا أو خذيني تيمُّمًا فإنِّي صعيدٌ طاهاراتٌ عواطفي     وصلِّي بهذا القلبِ محرابِ صادقٍ صلاةَ الذي قد جاءَ لهجًا بآسفِ   وناجي بيَ اللهَ -اجعليني كسجدةٍ خذيني على كفَّيكِ تسبيحَ طائفِ   خذيني كبيتِ اللهِ إن شئتِ فعكفي وإلا دعي ذا البيتَ يأتي كعاكفِ   ولا تتركيني مسجدًا باتَ خاويًا   فتشكيكِ من ثوبِ الغبارِ مصاحفي   أنا مثلُ دينٍ إن تركتيهِ عَنوةً سيبقى كسيرًا بين طعنِ الطوائفِ   فؤادي فريقٌ مثل عينيَّ فِرْقةً فكيفَ سأسعى بينهمْ بالتآلفِ   تعالي صلاحًا بيننا أنتِ آيةٌ من اللهِ فاسعي بالصلاحِ وآلفي   كما مذهبٍ كوني؛ جديدٍ مخالفٍ صحيحٍ رضيٍّ؛ جمِّعينا وكاتفي   يكادُ نبيُّ منكِ يسعى بدعوةٍ إلينا؛ يُعيدُ منْ عنِ الحقِّ ناكفِ   تعالي كَفَتحٍ أو تعالي كغزوةٍ تعالي سلامًا أو تعالي كقاصفِ   كخيرٍّ كشرٍّ كيفَ ما جئتِ إنَّكِ تكونينَ غيثًا تشتهيهِ مشارفي  ...

أتيتُ وفي يدي ولَهي وقلبي

أتيتُ وفي يدي ولَهي وقلبي وتدفعُ لهفةُ الأريافِ رَكْبي  غنيٌّ بالمشاعرِ ، رأسُ مالي فؤادي، دفتري، قلمي ،ولُبِّي وَوَجهكِ ثمَّ عيناكِ اللواتي أُحبُهما إذا أبدينَ سَلبي   أحبهُما ، هُمَا دائي إذا ما رأيتهما - وإنَّهما لطِبِّي هُمَا غيٌّ - هُما هديٌ لأنِّي إذا بهِما سُحرتُ ذكرتُ ربي رأيتكِ ملىءَ كأسِ العمرِ عشقًا فَيا دنيايَ صبِّي العشقَ صبِّي  فإنِّي عاشقٌ شَرِهٌ لكأسي محبٌّ مُسرفٌ، نهمٌ بشربي أعيشُ الليلَ طفلًا لا يُبالي وأحَيا بالنهارِ أبًا أُربِّي  أنا كَسِتارِ هذا الليلِ هيَّا  بِما أوتيتِ من شَغَفٍ أَحِبِّي  وكُوني داخلي ،وبلا خروجٍ نبيًّا عاشقًا لحياةِ جُبِّي  ففيكِ أَظَلُّ أعرفُني - كأنِّي مَليكٌ يلتقي بحشودِ شعبِ وفي ظِلِّ الغيابِ أخافُ شوقي  وتصبحُ وحدَتي جَمْعي وصَحْبي  وفي شوقٍ إذا غضبي تمادى   بصوتِ الكبرياءِ أقولُ حسبي  خِصامي فيكِ يعني أنَّ هذا ال  خصامَ علامةٌ لكثيرِ حبِّي  خصامُ الحبِّ عتقٌ وارتباطٌ كغفرانٍ أتى من بعدِ ذنبِ أغارُ عليكِ غيرةَ حُ...