يا من تُنادي هلْ سمعتَ مُجيْبا ؟
وهلِ الصدَى أهدى لسمعكَ رَيْبا ؟
لا تلتفتْ وانظر أمامكَ وابتعدْ
إنَّ السحابةَ لنْ تَهُلَّ قريبا
جَمعَ الطريقُ مَسِيرَنا-لا تلتفتْ
واعبُرْ كأنَّ غريبَ مرَّ غريبا
لا تلتفتْ سِرْ كالجنازةِ حينما
عَبَرَتْ ولمْ ترَ في الرحيلِ حبيبا
كنْ كالجنازةِ عابرًا ، يا غادرًا
سأدسُّ في جوفي عليهِ نحيبا
الآنَ هذا الدربُ يشهدُ أنَّهُ
سيظَلُّ من بعدِ العبورِ كئيبا
ظلانِ في وجهِ الطريقِ تلاقيا
وأنا وأنتَ نرى الفِراقَ نصيبا
ما دام جُرحكَ بي- فِراقيَ قائمٌ-
حتى يظَلُّ الرأسُ يُشعِلُ شَيبا
لا عودةً بعد إنكسارٍ خاذلٍ
منْ عادَ بعدَ الكسرِ حُمِّلَ عَيبا
عيبُ إنكساريَ وحدهُ يكفي إلى
أنْ يلبسَ الشرقُ المنيرُ مَغيبا
قلبي يفوحُ بحرقةٍ وجعًا ،وما
فاحَ الفؤادُ من التَّحرُّقِ طِيبا
لا تَسْتَدِرْ ماذا ستلقى ؟ لنْ ترى
منِّي السلامَ ولنْ ترى الترحيبا
ها نحنُ نسعى في المتاهةِ ربما
نسعى إلى الروحِ قديمةِ غَيبا
نأتي إلى نهدِ الحقيقةِ رضَّعًا
ونعودُ من نهدِ الحقيقةِ شِيْبا
تعليقات
إرسال تعليق