إذا ضاقوا عليكَ بكلِّ حالِ
وجاؤوا بالطعونِ على التوالي
فقف عن حكمةِ الصمتِ اعتزلها
فبعض الصمتِ منقصةُ الكمالِ
قويٌ دامَ خيرٌ من ضعيفٍ
وذا ما قال مرسولُ الجلالِ
فكن في المظلماتِ شديدَ بأسٍ
وذا جأشٍ وثيقٍ لا يبالي
فإنَّ الشرَّ حينَ يراكَ شرًّا
يخرُّ إذا رآك كما الجبالِ
وحين تحبُّ موتك، سوفَ تلقى
عدوك هابَ موتَ الإرتجالِ
أَحِبَّ الموتَ إنْ واجهتَ خصمًا
سيهوى العيشَ، لا موتَ النزالِ
فلا يُثني الحديدَ سوى حديدٍ
ولا يفني الرجالَ سوى الرجالِ
ولا تُرمى الحصونُ ببعضِ قولٍ
ولكن بالحشودِ وبالنبالِ
أرى في حكمةِ الشرِّ اختيارًا
صحيحًا جاءَ من بعد المقالِ
فما بعدَ المقالِ سوى ذراعٍ
تطولُ على تفاهاتِ الجدالِ
فبعضُ الشرِّ خيرٌ من سلامٍ
وبعضُ السلمِ عيشٌ في انذلالِ
ترجَّل عن سلامٍ فيهِ ذلٌّ
فتبًّا للسلامِ مع انخذالِ
صعِيباتُ الحُمولِ لها جِمالٌ
ولا تُرمى الصعابُ على البغالِ
وخذ ما تشتهي بالكفِّ كي لا
تفوزَ بغيرِ كفِّكَ بالمنالِ
فلا طعمٌ لمجدٍ جاءَ سهلًا
ولا نصرٌ بلا كسبِ الجِزالِ
وكن صقرًا ينالُ الصيدَ حيًا
ولا نسرًا على جِيَفِ التوالي
وكلْ من لحمِ جسمك عند فقرٍ
فإن الجوعَ هدامُ الخصالِ
وإن أنزلتَ في الأحشاءِ شيئًا
لغيركَ ردَّهُ قبل الزوالِ
هي الدنيا كصحراءٍ ستلقى
بها عطشًا فكن صبرَ الجمالِ
فَلنْ يسقيك بطن البئرِ ماءً
وَهَل رَفْعُ المياهِ بلا حبالِ ؟
تعليقات
إرسال تعليق