التخطي إلى المحتوى الرئيسي

إذا ضاقوا عليكَ بكلِّ حالِ




إذا ضاقوا عليكَ بكلِّ حالِ

وجاؤوا بالطعونِ على التوالي 


فقف عن حكمةِ الصمتِ اعتزلها

فبعض الصمتِ منقصةُ الكمالِ


قويٌ دامَ خيرٌ من ضعيفٍ

وذا ما قال مرسولُ الجلالِ 


فكن في المظلماتِ شديدَ بأسٍ

وذا جأشٍ وثيقٍ لا يبالي


فإنَّ الشرَّ حينَ يراكَ شرًّا

يخرُّ إذا رآك كما الجبالِ


وحين تحبُّ موتك، سوفَ تلقى

عدوك هابَ موتَ الإرتجالِ


أَحِبَّ الموتَ إنْ واجهتَ خصمًا

سيهوى العيشَ، لا موتَ النزالِ 


فلا يُثني الحديدَ سوى حديدٍ

ولا يفني الرجالَ سوى الرجالِ


ولا تُرمى الحصونُ ببعضِ قولٍ

ولكن بالحشودِ وبالنبالِ


أرى في حكمةِ الشرِّ اختيارًا

صحيحًا جاءَ من بعد المقالِ


فما بعدَ المقالِ سوى ذراعٍ

تطولُ على تفاهاتِ الجدالِ


فبعضُ الشرِّ خيرٌ من سلامٍ

وبعضُ السلمِ عيشٌ في انذلالِ 


ترجَّل عن سلامٍ فيهِ ذلٌّ

فتبًّا للسلامِ مع انخذالِ 


صعِيباتُ الحُمولِ لها جِمالٌ

ولا تُرمى الصعابُ على البغالِ


وخذ ما تشتهي بالكفِّ كي لا

تفوزَ بغيرِ كفِّكَ بالمنالِ


فلا طعمٌ لمجدٍ جاءَ سهلًا

ولا نصرٌ بلا كسبِ الجِزالِ


وكن صقرًا ينالُ الصيدَ حيًا

ولا نسرًا على جِيَفِ التوالي


وكلْ من لحمِ جسمك عند فقرٍ

فإن الجوعَ هدامُ الخصالِ


وإن أنزلتَ في الأحشاءِ شيئًا

لغيركَ ردَّهُ قبل الزوالِ  


هي الدنيا كصحراءٍ ستلقى

بها عطشًا فكن صبرَ الجمالِ


فَلنْ يسقيك بطن البئرِ ماءً

وَهَل رَفْعُ المياهِ بلا حبالِ ؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أرِح جبينكَ ظلَّ الحِجرَ متَّسعَكْ

أرِح جبينكَ ظلَّ الحِجرَ متَّسعَكْ أسرف بكاءكَ حتى لا يعودَ معَكْ   دع كلَّ أوجاعِكَ الأخرى معي فأنا أخيطُها لك حتى لا ترى هَلعَك   يكفي انتثارًا، فكن في الحضنِ مجتَمِعًا كن فيهِ جمعًا فكم قواكَ..كم جمعَك ؟   خذ ما تشاء فحضني كلُّهُ بلدٌ وأنت حلٌ بهِ، فاذرفْ هنا طَمعَك     أيقظتَ حزنَك من عمقِ السباتِ فلا تمدَّ صوتك إن الحزنَ قد سمعَك     رمِّم زواياكَ كن ماضيكَ، يحزنني أنِّي أرى كل هذا الثِقلَ قد صدعَك   أتممتَ حبَّك لي والآن تخْتِمهُ بالحب، حتى إلى عليائهِ رفعَك ..   أحببتني حبَّ كلِّ الناسِ أجمعِهِم حتى تيقَّنتُ أني صرتُ مجتمعَك     ينتابكَ الخوفُ خذ كفيَّ مؤتمنًا وضع جبينك حتى أحتوي فزعك     هذا البكاءُ الذي تروي بهِ سكنك عن ابتساماتك الأولى لقد قمعك   خذ قدر ما تستطيعُ الآن،أنت معي واحشد فؤادكَ منِّي قدر ما ضلعك   ماكنتُ إلا سلامًا فيكَ خالصةً والأن خوفك في الأوجاعِ قد وضعك   مانِمتَ يومًا وفي عينيكَ من خطئي شي...

خذيني صلاةً إن تداعت مخاوفي

خذيني صلاةً إن تداعت مخاوفي خشوعَ مصلٍّ جاءَ في ثوبِ خائفِ     خذيني وضوءًا أو خذيني تيمُّمًا فإنِّي صعيدٌ طاهاراتٌ عواطفي     وصلِّي بهذا القلبِ محرابِ صادقٍ صلاةَ الذي قد جاءَ لهجًا بآسفِ   وناجي بيَ اللهَ -اجعليني كسجدةٍ خذيني على كفَّيكِ تسبيحَ طائفِ   خذيني كبيتِ اللهِ إن شئتِ فعكفي وإلا دعي ذا البيتَ يأتي كعاكفِ   ولا تتركيني مسجدًا باتَ خاويًا   فتشكيكِ من ثوبِ الغبارِ مصاحفي   أنا مثلُ دينٍ إن تركتيهِ عَنوةً سيبقى كسيرًا بين طعنِ الطوائفِ   فؤادي فريقٌ مثل عينيَّ فِرْقةً فكيفَ سأسعى بينهمْ بالتآلفِ   تعالي صلاحًا بيننا أنتِ آيةٌ من اللهِ فاسعي بالصلاحِ وآلفي   كما مذهبٍ كوني؛ جديدٍ مخالفٍ صحيحٍ رضيٍّ؛ جمِّعينا وكاتفي   يكادُ نبيُّ منكِ يسعى بدعوةٍ إلينا؛ يُعيدُ منْ عنِ الحقِّ ناكفِ   تعالي كَفَتحٍ أو تعالي كغزوةٍ تعالي سلامًا أو تعالي كقاصفِ   كخيرٍّ كشرٍّ كيفَ ما جئتِ إنَّكِ تكونينَ غيثًا تشتهيهِ مشارفي  ...

أتيتُ وفي يدي ولَهي وقلبي

أتيتُ وفي يدي ولَهي وقلبي وتدفعُ لهفةُ الأريافِ رَكْبي  غنيٌّ بالمشاعرِ ، رأسُ مالي فؤادي، دفتري، قلمي ،ولُبِّي وَوَجهكِ ثمَّ عيناكِ اللواتي أُحبُهما إذا أبدينَ سَلبي   أحبهُما ، هُمَا دائي إذا ما رأيتهما - وإنَّهما لطِبِّي هُمَا غيٌّ - هُما هديٌ لأنِّي إذا بهِما سُحرتُ ذكرتُ ربي رأيتكِ ملىءَ كأسِ العمرِ عشقًا فَيا دنيايَ صبِّي العشقَ صبِّي  فإنِّي عاشقٌ شَرِهٌ لكأسي محبٌّ مُسرفٌ، نهمٌ بشربي أعيشُ الليلَ طفلًا لا يُبالي وأحَيا بالنهارِ أبًا أُربِّي  أنا كَسِتارِ هذا الليلِ هيَّا  بِما أوتيتِ من شَغَفٍ أَحِبِّي  وكُوني داخلي ،وبلا خروجٍ نبيًّا عاشقًا لحياةِ جُبِّي  ففيكِ أَظَلُّ أعرفُني - كأنِّي مَليكٌ يلتقي بحشودِ شعبِ وفي ظِلِّ الغيابِ أخافُ شوقي  وتصبحُ وحدَتي جَمْعي وصَحْبي  وفي شوقٍ إذا غضبي تمادى   بصوتِ الكبرياءِ أقولُ حسبي  خِصامي فيكِ يعني أنَّ هذا ال  خصامَ علامةٌ لكثيرِ حبِّي  خصامُ الحبِّ عتقٌ وارتباطٌ كغفرانٍ أتى من بعدِ ذنبِ أغارُ عليكِ غيرةَ حُ...